2-IPv4-VS.-IPv6

العنوان المنطقي – الاصدار السدادس … المفتاح الجديد

الجزء الأول من سلسلة مقالات خاصة بالتعريف عن 
العنوان المنطقي الاصدار السادس

IPv6 … المفتاح الجديد

ipv6_logo
ipv6_logo

كانت شبكة الانترنت احدى أهم ثمرات ثورة الاتصالات التي شهدها العالم الفترة الماضية و المفتاح الذي تحتاجه للاستفادة من خدمات هذه الشبكة هوInternet Protocol IP.
ببساطة أي أحد يرغب في الدخول لعالم الانترنت يجب أن يملك عنوان منطقي خاص له.

 1. من الاصدار الرابع IPv4  إلى الاصدار السادس IPv6!

العالم اليوم يعمل على نمط من المفاتيح ” إن صح هذا التعبير ” هو الاصدار الرابع من العنوان المنطقي IPv4 يتكون من 32bits و يمثل باستخدام النظام العشري.

عدد العناوين– نظرياً – الممكن أن نمثلهم وفق هذا النمط يمكن حسابه ببساطة برفع 2 للقوة 32 لينتج 4294967296 ولكن سينخفض هذا الرقم – عملياً – بعد حجز مجالات خاصة لعناوين الخاصة  Private IP (مجال من ال IP  تم تخصيصه للشبكات الداخلية)  وبعد عملية Subnet ( تقنية معتمدة في IPv4 لا مجال للحديث عنها في هذا المقال ).


ازدياد عدد المستخدمين أدى لظهور مشكلة حقيقية قادتنا لتجميع عدد من المستخدمين على عنوان منطقي واحد عن طريق NAT ولكن ذلك يعتبر حلاً “علاجياً ” وليس دائماً .

الحل الدائم كان ظهور اصدار جديد من العنوان المنطقي IP يحمل رقم الاصدار السادس IPv6 يتكون هذا الاصدار من 128 Bits  ولك أن تتخيل عدد العناوين المنطقية  الذي سيكون متوفراً في هذا الاصدار والشكل التالي يوضح مقارنة بين أعداد العناوين المنطقية التي يتيحها كل اصدار .

IPv4 VS. IPv6
IPv4 VS. IPv6

 معلومة مسلية :

عدد الذرات في جسم الانسان هي 7×10 مرفوعة للأس 27 وعدد السكان في عالمنا بلغ حوالي  6.5×10 مرفوعة للأس 9 في حال أعطينا لكل ذرة من ذرات جسم الانسان 7 عناوين منطقية يكون العدد الكلي للعناوين المنطقية التي نحتاجها هو 3.2×10 مرفوعة للأس 38

من ناحية أخرى عدد العناوين التي يقدمها الاصدار السادس – نظرياً – هي 2 مرفوعة للأس 128 أي 3.4 مرفوعة للأس 38

إذاً بإمكان كل ذرة من ذرات جسم الانسان أن تأخذ 7 عناوين منطقية.

يتوقع أن ينتشر هذا الاصدار في كل أنحاء العالم في عام 2025 وقد بدأت بالفعل بعض المناطق بالانتقال نذكر منها :

اليابان, بعض دول الاتحاد الأوربي , منطقة آسيا باسيفيك بالاضافة لوزارة الدفاع الامريكية و إمارة أبو ظبي.

2. لماذا الاصدار السادس IPv6  ؟

يتمتع هذا الاصدار بالعديد من المزايا نذكر منها :

  • المرونة التي يوفرها IPv6 ذو ال 128Bits بسبب العدد الكبير من العناوين المنطقية.
  • لم نعد بحاجة ل NAT (تقنية للسماح لأكثر من جهاز بالخروج الى الانترنت عن طريق IP واحد ) بالواقع سنبقى بحاجة اليه حتى يتم الانتقال الكامل ل IPv6 حيث سيكون أحد وسائل الوصل بين شبكات IPv4 وشبكات IPv6.
  • إضافة سرعة وفاعلية للراوتر في تعامله مع ال Routing Table  حيث يملك هذا الاصدار بنية تجعل التعامل مع الراوتر أسرع.
  • Mobile IP : لن يعتمد عنوانك المنطقي على مكان وجودك بل سيكون معك أينما ذهبت العدد الهائل الذي يوفره لنا هذا الاصدار كان السبب في تمكننا من الحصول على هذه الميزة  .
  • استخدام IP Security كوسيلة معتمدة للأمن .
  • سيم التخلص نهائياً من Subnet و سننسى مفهوم ال classes.
  • لن يتوقف دعم ال Interfaces  بالاصدار الرابع  حيث ستتاح امكانية عمل أي Interface  بالاصدارين معا الرابع والسادس IPv4 و 6IPv في نفس الوقت أي لها عنوانين منطقيين مختلفين وعندها يسمى ب Dual-Stack interface .
  • سيكون العمل عليه سهل جداً بالنسبة للمستخدم العادي حيث سيتم اعداد معظم التجهيزات بشكل اوتوماتيكي ولن يحتاج حتى لأن يعرف العنوان المنطقي الخاص به وهذا قد يفسر لنا لماذا تم تمثيله بالنظام الرقمي Hex الملائم للأجهزة ولمدراء الشبكات.

3. IPv6 … نظرة عن قرب ..

لنتذكر معاً شكل الاصدار الرابع IPv4 كان يتكون من 4 مقاطع يفصل بينها ‘.’ في كل مقطع 8 bits يمثل بالنظام العشري ويقسم الى قسمين Network Address و Host Address.

الآن مع الاصدار السادس Ipv6 يتكون من 8 مقاطع يفصل بينها ‘:’ في كل مقطع 16 bits يمثل بالنظام الست عشري و أيضاً يقسم لقسمين Network prefix و Local Interface ID.

العنوان التالي هو أحد العناوين المنطقية-الاصدار السادس    2001:0db8:34cd:0012:0000:0000:00A9:1234

حيث أول 4 مقاطع (64 bits  ) تمثل  Network prefix (network address)

وآخر 4  مقاطع   تمثل  Local interface ID (host address) .

بإمكننا ازالة تكرار الأصفار ليبق أحدهم فقط بالاضافة لامكانية حذف جميع الاصفار على يسار أي مقطع أي يمكن كتابة ال IP السابق بالشكل :  2001:db8:34cd:12:0:0:A9:1234

بإمكاننا أيضاً اختصار العديد من المقاطع ذات القيم ‘0’  أي العنوان المنطقي 2001:0:0:0:0:0:0:F  يمكننا كتابته بالشكل F::2001

أنواع العنوان المنطقي-الاصدار السادس والبروتوكولات الداعمة لهذا الاصدار وطرق التعامل بين الشبكتين اللتان تعملان بنظامي عنونة منطقية مختلفين ستكون محور حديثنا في الأجزاء المقبلة ان شاء الله.
أرجو أن أكون قد وفقت بهذا الشرح وأية استفسارات أو أسئلة لا تترد أبدا بطرحها