الحوسبة السحابية Cloud Computing
ماكان مستحيلاً بالأمس أصبح اليوم واقعا نعيشه، الاتصال بالإنترنت أصبح موجوداً بكل مكان، بمعدل نقل بيانات أسرع من قبل، وبشكل أسهل. اليوم بمجرد نقرة زر ( بل ربما أبسط) تستطيع مشاركة الفيديو والصور مع ملايين الناس، تستطيع أيضا مشاركة الملفات التجارية المهمة للشركات ليس فقط مشاركة وانما يمكن العمل عليها بشكل متزامن.
بينما سابقاً كانت الحاجة للاتصال بالإنترنت محدودة أصبحت اليوم هامة للغاية وغير محصورة بالدوائر الرسمية والشركات الكبيرة، يمكن ملاحظة هذا التطور عن طريق عدد الأجهزة التي تم شرائها في عام 2015، حيث تم بيع حوالي 270 مليون حاسب مكتبي ومحمول مقابل 325 مليون حاسب لوحي و 2 مليار هاتف ذكي.
ماهي الحوسبة السحابية؟
تتيح الحوسبة السحابية إمكانية الوصول للمخدمات وبنوك البيانات ومجموعة خدمات كاملة عبر الانترنت.
تتمتع الحوسبة السحابية بخمس صفات رئيسية (حسب NIST):
- خدمة ذاتية عند الطلب: يمكننا الحصول على قدرات حوسبة (مخدم، سعة تخزين شبكية) بحسب الحاجة وبدون تواصل بشري.
- وصول شبكي واسع الانتشار: الوصول لهذه القدرات متاحة عبر الشبكة ويمكن الوصول إليها بطرق معيارية ومن مختلف المنصات.
- تجميع موارد: يتم تجميع الموارد لتقوم بتخديم مستخدمين كثر.
- المرونة: يمكن بسرعة وسهولة زيادة المساحة المخصصة.
- خدمات قابلة للقياس: أنظمة الحوسبة السحابية تتحكم وتحسن بشكل آلي استخدام المصادر التي يمكن مراقبتها، إدارتها واعداد تقارير عنها.
قد تكون الحوسبة السحابية عامة Public Cloud حيث تكون متاحة ﻷغراض تجارية، تعليمية أو حكومية. بالمقابل يوجد حوسبة سحابية خاصة بالشركات Private Cloud حيث تملك وتدير الشركة نفسها سحابتها غالبا ما يكون ﻷسباب تتعلق بحماية وأمن البيانات.
يعتمد مفهوم الحوسبة السحابية على استبدال فكرة شراء المنتج باستئجاره كخدمة لفترة زمنية أو لعدد مرات استخدام، فمثلاً يمكن استئجار بنية تحتية ذاكرة و معالج وحتى يمكن استئجار برمجيات.
أنواع الحوسبة السحابية:
البنية التحتية كخدمة IaaS/ Infrastructure as a Service/
هذه الطبقة هي الطبقة السفلى من طبقات الحوسبة السحابية ورغم أنها لا تقدم حلاً متكاملاً إلا أنها تقدم استخدام العتاد المرغوب الموجود بمراكز الحاسب كخدمة يمكن استئجارها.
مستخدم هذا النوع يحصل على وصول لمكونات افتراضية للعمل ونقل البيانات وحفظها
ويمكنه العمل على مايشاء من نظم تشغيل وبرامج من خلال تنصيبها.
بتعبير أبسط يتم استئجار البنية التحتية وصيانتها
المنصة كخدمة PaaS/ Platform as a Service/
الطبقة الوسطى من طبقات الحوسبة السحابية هي خدمة تمكن المبرمجين من تطوير و تشغيل برامجهم عليها، حيث يقوم أصحاب الخدمة بعرض منصة برمجية بمواصافات معينة مثل لغة البرمجة و الواجهات وأنظمة العمل على البيانات.
المطور لا يملك إمكانية الوصول للبنية التحتية لا من حيث الادارة ولا من حيث التحكم، هو يستطيع فقط التحكم بملفاته وبرامجه الخاصة.
البرمجيات كخدمة SaaS/ Software as a Service/
هذه هي الطبقة العليا من طبقات الحوسبة السحابية وتبنى منطقياً فوق الطبقتين السابقتين، البرمجيات كخدمة لا تجبر المستخدم على شراء البرمجية لاستخدامها بل يكفيه استئجارها.
جهاز متصل بالانترنت و متصفح انترنت كل ماتحتاجه لتتمكن من العمل على برمجية تعمل على بنية تحتية بطاقة معالجة عالية وبسعة ذاكرة مرتفعة
البرمجية سوف لن نشتريها ونقوم بتنصيبها وإنما نستأجرها كخدمة و يمكننا من أي مكان عن طريق متصفح إنترنت استخدامها
مثال:
إحدى الشركات لا تريد الاستمرار بنظامها المحلي الموجود على أجهزتها الخاصة المتعلق بادارة العلاقات مع الزبائن، لذلك بحثت عن حل باستخدام الحوسبة السحابية.
بسعر ثابت بالشهر وجدت هذه الشركة عن طريق مزود خدمة برمجيات كخدمة SaaS
نظام يمكنها العمل عليه عن طريق الشبكة متضمن إدارة للبيانات، الكلفة تتعلق بعدد المستخدمين التي سيتم حفظها ببنك البيانات حيث سيتم حفظ البيانات و الوصول لها فقط عن طريق معلومات حساب الشركة.
لأن مزود الخدمة SaaS لا يملك مخدماته الخاصة يقوم هو أيضا باستخدام البنية كخدمة من أحد مزودي خدمة البنية ليستضيف هذه البيانات IaaS
الحوسبة السحابية في الميزان:
الميزة الكبرى للحوسبة السحابية هي أنه لا يتحتم على الشركات الصغيرة شراء بنية تحتية غالية الثمن حتى تستفيد من ميزاتها بل يكفي أن تقوم باستئجارها بكلفة منخفضة مقارنة مع ثمن شرائها. التنوع الكبير بمزايا ومواصفات الحوسبة السحابية يتيح مرونة كبيرة لمستخدميها و مؤخراً أصبحت معظم حلول الخدمة كبرمجية SaaS مجانية أو لها إصدار اختبار مجاني.
من جهة أخرى تعتبر مسألة أمن المعلومات هي السيئة الأكبر للحوسبة السحابية خصوصاً أن البيانات لم تعد محفوظة في أجهزة الشركة الشخصية وليس لها وصول مباشر لها.